النشـرة الإعلاميـة..
محاضـرة
الدكتور سعد الدين العثماني
بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء:
هناك ماهو ديني وما هو دنيوي، وعلينا
أن نقرأ النص الديني في ظل حركية الواقع
النشـرة الإخبـارية
في لقاء أقامته جمعية مسار، يوم السبت 19 شتنبر2015
بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، ألقى الأستاذ سعد الدين العثماني محاضرة في محور
مقدمات في تجديد الخطاب الديني، كان أفق انتظارنا أن نستمع لتصورات ومقترحات عملية
في تجديد الخطاب الديني، وكان أفق تطلعنا أن يكون اللقاء فكريا ويستحضر في قراءة مقارنة
أو بالأحرى تعارضية للأطروحات التي تناولت موضوع تجديد الخطاب الديني، لكن الرجل بقي
داخل الخطاب الديني وأراد أن يجدد من خلال القديم وأن يحافظ على القديم مع مسحه وتزيينه
وإزالة بعض شوائبه.
في البدء وضعنا المحاضر أمام خريطة وخطة عمل هي خطوط
عريضة لمواضيع قد تتخذها جمعية مسار محطات لمناقشة مواضيع متعددة مرتبطة بالتجديد وفق
منظور داخلي سلفي، وأشار بأن الموضوع يتطلب تناوله على شكل ندوة تضم مداخلات المتخصصين
في علوم متعددة لتتسع الرؤيا وتتعدد زوايا النظر، ولأن المناسبة شرط والتزام فقد قدم
المحاضر مقدمات عبارة عن جملة من التساؤلات الكبرى مؤطرة في عناوين هي كالتالي: منطلقات
التجديد، فلسفة التجديد، المحاور الأساسية في عملية التجديد..
عبر المدخل اللغوي الذي حدده المحاضر علمنا سلفا أننا
أمام محاضرة بلسان سلفي لن تخرج عن الإطار الذي رسمه الأولون وقد زكى ذلك باعتماده
على أحاديث شريفة وشواهد من التراث الإسلامي ليبقى النقاش داخل التراث، بحيث حدد المحاضر
المعنى اللغوي للتجديد بإشارته أن للفظ في القرآن الكريم معنيين ومسارين، الأول معنى
كوني قدري يخص قوانين الوجود والتي ليس لنا أمامها أي خيار، والثاني معنى ديني تشريعي،
من تم أشار لمفهوم التجديد الديني الذي نوقش في أدبيات الإصلاح الذي لم يخرج عن معنى
الرجوع للأصل والتجديد والبعث والإحياء إلخ، وصرح حينها بأن تجديد الفكر هو أعمق لأنه
يفضي إلى تجديد فهم الدين، هذه الفكرة التي لم توظف جيدا ولم تعتمد في مقاربة موضوع
تجديد الخطاب الديني ومر عليها المحاضر مرور الكرام سيما وقد أشار بناء على هذه الفكرة
التحررية المحورية المرتبطة بمطلب تجديد الفكر، بأن البشرية حاليا وصلت إلى تغيير جدري
في المعرفة التي تغير منها ما يقارب 90% مقارنة مع زمن الوحي، وجاء التساؤل الكبير
الذي ضاع في جنبات المقاربة السلفية، هذا التطور البشري على مستوى المعرفة، ألا يعني
أن فهمنا للوحي سيتغير؟، وعقب المحاضر بأنه يعني الوحي في ذاته وليس فكره، لكون الوحي
لايمكن أن يحتويه جيل دون آخر، لأنه وعي وفكر مفتوح لكل الأجيال وهنا يكمن عمقه، عبر
هذا المدخل الذي لم يغامر المحاضر في محتوياته ومداخله الفكرية. أشار بأن المجهر (باعتباره
آلة علمية)، فسر "العلقة" بشكل صائب عن تفسير ابن كثير، وهنا وقف المحاضر
عن نقطة هامة تدعوا للتفكير وتدعوا للتداول والتصحيح وهي قضية أسلمة المعرفة بحيث صرح
أنه ليس هناك طب إسلامي وليس هناك اقتصاد إسلامي، هناك اقتصاد وطب وهندسة وووو، وأكد
فرضيته هذه بأن الصحابة كانوا يناقشون الرسول حينما يعطيهم فكرة ما، وكانوا يطرحون
السؤال أهو الوحي أم الرأي، وهي فكرة أخرى تدعوا لاستعمال العقل، كانت خارج محور المحاضرة.
وخلص المحاضر بأننا في زمن الوضوح وهناك ماهو ديني
وما هو دنيوي، وعلينا أن نقرأ النص الديني في ظل حركية الواقع، لذا فالقياس يكون في
ما هو ديني، أما ماهو دنيوي فله مناهجه، وربط ذلك بأن الإسلام جاء بتشريعاته وبأموره
الدنيوية والدينية لإعداد العرب لفهم السياق الديني.
فعلا هي مقدمات أملت أن تناقش موضوعا كبيرا، تجديد
الخطاب الديني، غير أن للموضوع إكراهاته وله تراكماته السلفية وغيرها وله صراعاته المذهبية
وله مساراته الفكرية عبر العصور، لذا يتطلب الأمر كما أشار المحاضر لندوة محورية تضم
متخصصين في علوم فكرية متعددة للتناظر والنقاش، لعلنا تقبض على الخيط الهارب الذي قد
يأخذنا إلى مدخل تجديد الخطاب الديني ليتوافق مع العصر الحالي وتطوراته الفكرية والمعرفية.

0 التعليقات:
إرسال تعليق