النشـرة الإعلاميـة..
بروفايــل
الراحلة مليكة ملاك: إطلاق قناة "دوزيم" كان بهدف تمرير انفتاح إعلامي متحكم فيه
في
رحيل الأكاديمية والإعلامية مليكة ملاك
يوم تأسفت الراحلة مليكة ملاك وقالت: "يا ريت لو
تكون عندنا اليوم معارضة مثل التي كانت في الثمانينات، حيث كانت المعارضة تمثل قوة
ضغط
إنشاء
القناة الثانية "دوزيم" كانت مبادرة من
المرحوم الملك الحسن الثاني ومن طرف
المؤسسة الملكية
تعاطي وسائل
الإعلام السمعي البصري مع السياسة كفعل بدأ في سنوات الثمانينات
لم تكن هناك
شجاعة مهنية للتطرق للمواضيع الحساسة والساخنة قبل هذا التاريخ
الزميل أنس بوسلامتي الذي أدى الثمن طرد وعوقب لما استضاف ضيفا للحديث عن حرب العراق حرب الخليج الأولى 90-91
الشراكة بين الفاعل الإعلامي والفاعل السياسي لابد أن تكون محكومة بضوابط
وقوانين محترمة، حتى نوظف علم السياسة في مجالنا السمعي البصري بالشكل الجيد
انتقلت إلى دار
البقاء الاثنين الماضي، الأكاديمية والإعلامية مليكة ملاك، مقدمة البرامج السياسية والحوارية على القناة الثانية
"دوزيم" ذات زمن، بعد معاناتها مع المرض..
الراحلة الإعلامية والباحثة في السياسة، مليكة ملاك، هي خريجة
جامعة كيبيك في العلوم السياسية، أعدت وقدمت
برامج حوارية وسياسية ناجحة، كبرنامجها الشهير"في الواجهة"
و"ووجه وحدث" بالقناة الثانية المغربية، ونشطت برامج مماثلة على القناة الفضائية
"الحرة"..
نعاها زملاؤها في مهنة الإعلام وفي البحث الجامعي والأكاديمي، وقال عنها
زميلها الإعلامي، عمر سليم، مدير الأخبار والبرمجة السابق في القناة الثانية التي
كانت، في تصريحات صحفية، أن من نقط قوة الراحلة مليكة ملاك هو قدرتها
على إدارة برنامج من حجم "في الواجهة" الذي استضاف أسماء كبيرة،
حاورتهم الراحلة بكل ثقة
رغم أن تكوينها كان أكاديميا
أكثر منه إعلاميا.
وتحدث سليم بمرارة عن مسار
مليكة ملاك ، وقال إن الراحلة اغتيلت معنويا
منذ سنوات، لحظة تغييبها
رفقة جيل بكامله ، وأن المسؤولين الذين
اغتالوها "بلا سبة بلا فتيل
الحبال" لا يحق لهم اليوم البكاء عليها...
أعـد الورقـة للنشـرة الإخبـارية: سعيـد فـردي
قدر
لنا نحن مجموعة من الزملاء الصحافيين، أن تتاح لنا فرصة الاستماع إلى الراحلة
مليكة ملاك قيد حياتها، وهي تتحدث عن تجربتها الإعلامية وعن مسار بدايتها مع
الانطلاقة الأولى لتجربة القناة الثانية، بعد ما كان المغرب لا يتوفر إلا على قناة
واحدة يتيمة، هي قناة تلفزيون دار البريهي بالعاصمة.
استمعنا
إلى الراحلة مليكة ملاك، في يوم دراسي كان قد نظمه منتدى أطر الشركة الوطنية
للإذاعة والتلفزة في بداية تأسيسه، بشراكة مع جمعیة خریجي العلوم السیاسیة
والقانون الدستوري، على ما أتذكر في شهر يناير من سنة 2009، بكلية العلوم
القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط، بمشاركة فاعلين في المشھد السمعي
البصري وأساتذة باحثين، حول موضوع غاية في الأهمية والراهنية ولا زال يكتسي
راهنيته إلى يومنا هذا، ألا وهو موضوع: "علم السياسة وتحولات الإعلام السمعي
البصري بالمغرب".
لا زلت
أذكر، أن المدرج الجامعي الذي شهد فعاليات ذلك الملتقى الدراسي، هو نفسه المدرج كان
شاهدا على أن مليكة ملاك مرت من هنا ذات زمن آخر، وهو نفس المدرج الجامعي الذي
جعلها ترجع بذاكرتها إلى سنوات الثمانينات لما كانت طالبة بكلية العلوم القانونية
والاقتصادية والاجتماعية بالرباط..
تحدثت الراحلة مليكة ملاك عن تجربتها المهنية الإعلامية
في قناة عين السبع بما لها وما عليها، وأوضحت في مداخلة لها، أنها عشر سنوات مرت
تتذكر خلالها أنها قدمت برامج تلفزيونية سياسية ناجحة، تعاطت مع قضايا السياسة وساهمت في التحول السياسي المغربي، استضافت فيها
سياسيين واقتصاديين ومثقفين.
حيث أوضحت الراحلة مليكة ملاك بقولها:" مسار وتجربة
صحافية تتعامل مع مواطنين، نصفهم أمي فتقوم بدور تثقيفي وتسمو بالمواطن إلى درجة
أسمى".
وأشارت ملاك في نفس السياق، إلى أن إنشاء القناة الثانية
"دوزيم" كانت مبادرة من المرحوم
الملك الحسن الثاني ومن طرف المؤسسة الملكية، وأكدت مليكة في مداخلتها أن تعاطي
وسائل الإعلام السمعي البصري مع السياسة كفعل بدأ في سنوات الثمانينات، ولم تكن
هناك شجاعة مهنية للتطرق للمواضيع الحساسة والساخنة قبل هذا التاريخ، مرحلة كانت
عصيبة، تقول مليكة ملاك "كلت فيها العصا" بمفاهيم سياسية ( كنا نعاقب) ،
فالعلوم السياسية كانت مسالة محرجة
بالنسبة للمسؤولين.
وبعد أن استعرضت
مليكة ملاك المراحل التي مر منها الإعلام الوطني، حيث في نهاية الثمانينات اندلعت أزمة اقتصادية
واجتماعية خانقة في المغرب، سماها الراحل الملك الحسن الثاني "بالسكتة
القلبية"، عرفت بمرحلة صراع، كل فئة تتصارع من أجل إثبات الوجود، بما فيها
المؤسسة الملكية في مواجهة أحزاب المعارضة، وتأسفت ملاك بالقول "يا ريت لو
تكون عندنا اليوم معارضة مثل التي كانت في الثمانينات، حيث كانت المعارضة تمثل قوة
ضغط".
ففي الثمانينات كانت تقارير البنك الدولي الشهيرة وملف
المعتقلين السياسيين،
وضغوطات دولية تنبه إلى خطورة الأوضاع المزرية، ففي الثمانينات
كان لازال عندنا معتقلين سياسيين، ومشكل مصدر الخبر، وصعوبة الحصول على الخبر،
وغياب حرية التعبير، إذن الرجوع إلى الوراء
حتى الأمس القريب لنعرف حجم التطور الذي نعرفه اليوم، فالتغييرات والتحولات
لا تأتي هكذا ولكن بعد صراعات ومعاناة.
القناة الثانية
استطاعت آنذاك أن تدخل مفاهيم جديدة في اللغة الإعلامية، والتحول من وضع معين إلى
وضع آخر من أجل التغيير ورفض الوضع الاجتماعي والحقوقي والصحي والتعليمي المزري
والمتردي.
لابد من الرجوع إلى التاريخ لفهم واستيعاب ما يقع في
مشهدنا السمعي البصري، وحينما نتحدث عن شراكة بين الفاعل الإعلامي والفاعل
السياسي، لابد من أن تكون اليوم شراكة
محكومة بضوابط وقوانين محترمة، حتى نوظف علم السياسة في مجالنا السمعي البصري
بالشكل الجيد"..
عندما
حاورت الراحلة مليكة ملاك المفكر عبد الله العروي
وداعا الراحلة مليكة ملاك..
رحمة الله عليك
وألهم عائلتك
الصغيرة والكبيرة الصبر والسلوان
وإنا لله وإنا إليه راجعون..




0 التعليقات:
إرسال تعليق