النشـرة الإعلاميـة..
بـروفايـل
الموت
يغيب "الدا الحسين"حسين آيت أحمد... آخر القادة الذين أطلقوا الثورة
الجزائرية
عرفان بعد فوات ... الزعيم
الجزائري حسين آيت أحمد آخر قادة الثورة الجزائرية
النشـرة الإخبـارية /
(وكـالات)
غيب الموت الذي لاراد لقضائه، مساء الأربعاء
الماضي، المعارض الجزائري البارز حسين آيت أحمد بمنفاه الاختياري بمدينة جنيف في
سويسرا عن عمر يناهز 89 عامًا.
ويعد "الدا الحسين" وهو اسم شهرته،
من القادة التاريخيين الذين فجروا الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي، وهو المعارض البارز وآخر
القادة التسعة الذين أطلقوا الثورة الجزائرية في نوفمبر 1954
وأسس الراحل حزب جبهة القوى الاشتراكية الذي
ظل في المعارضة السياسية منذ استقلال الجزائر، ليصبح بذلك أقدم معارض جزائري لنظام
الحكم القائم منذ تحرير البلاد عام 1962.
شارك الفقيد في انتخابات الرئاسة التي جرت في
شهر نيسان 1999، ثم قرر الانسحاب الجماعي مع خمسة مترشحين آخرين بمبرر أن اللعبة
الانتخابية مغلقة لصالح المرشح عبد العزيز بوتفليقة الذي جيء به عقب استقالة
الرئيس اليمين زروال.
وظل الحسين آيت أحمد يوجه رسائل سياسية
مناهضة للنظام الحاكم من منفاه الاختياري بسويسرا، واكتسب شعبية عريضة بوصفه أنظف
النشطاء السياسيين وأشرف المعارضين.
وقبل سنوات، أعلن آيت أحمد تنحيه طوعًا من
رئاسة حزبه "الأفافاس"، بعدما أبلغ محبيه ومناضيله أن "دورة الحياة"
تقتضي أن يتخلى كبار السن عن السياسة والمسؤولية لصالح جيل الشباب.
وزاده اعترافه بأن "دورة الحياة"
تحكم الكون، تقديرا واحترامًا كبيرين لدى الجزائريين بخلاف مشاربهم السياسية
والإيديولوجية، وظل الراحل على ذاك العهد زاهدًا في المناصب والأضواء.
حسين
آيت أحمد..."قامة تاريخية بأبعاد إنسانية وسياسية"
ودعت الجزائر قائدا
سياسيا ومقاوما كبيرا ساهم، بمعية قادة آخرين، في تحرير بلاده من قبضة الاستعمار.
شارك حسين آيت أحمد في معارك بناء جزائر الاستقلال كمعارض لا يهادن الحكم. ونعاه الرئيس
عبد العزيز بوتفليقة واصفا إياه بـ"القامة التاريخية بأبعاد إنسانية
وسياسية".
ينحدر حسين آيت أحمد
من قرية آيت أحمد، التي أسسها جده الشيخ الصوفي والشاعر مهند الحسين، والتي تقع في
منطقة القبائل جنوب العاصمة الجزائرية، وتستعد اليوم لاستقبال جثمانه لدفنه في
ترابها.
ويوجد في القرية
ضريح جده الذي لا يزال يحظى بتقدير كبير بعد أكثر من قرن على وفاته في العام 1901.
ويشكل الضريح حيث دفن مع شقيقته مزارا يعج دائما بالوافدين.
يعرف الشيخ مهند في
منطقة القبائل، بالـ"أموسناو" أو الفيلسوف الحكيم باللغة البربرية،
والذي اشتهر بحكمته ومعرفته في كامل المنطقة خلال النصف الثاني من القرن التاسع
عشر، وعرف خصوصا بقوله إن "البساطة أقوى من الدهاء".
ويقول الكاتب مولود
معمري إن الشيخ مهند الحسين جعل من القرية في حياته موئلا للسلام والوئام.
وأضاف أنه كان
يستقبل "جميع أفراد المجتمع القبلي، كبارا وصغارا، من الزعيم إلى قطاع
الطرق".
يقول بوسعد، وهو أحد
أفراد عائلته، بفخر "نحن سليلو أسرة مقاومة" تعود إلى لآلة فاطمة نسومر،
إحدى وجوه المقاومة الشعبية للاستعمار الفرنسي.
يلقبها الناس
والصحافة بجان دارك الجزائر، إذ قادت المقاومة ضد قوات الماريشال جاك راندون الذي
قاد الغزو الفرنسي على رأس جيش قوامه 35 ألف رجل.
ولدت لآلة فاطمة
والشيخ مهند في عائلة مرابطة في ورجة، وهي قرية أخرى في المنطقة، غادرها الشيخ
الصوفي لتأسيس آيت أحمد.
وتقول إحدى مسنات
العائلة إن آيت أحمد غادر القرية حين كان "فتى" للدراسة في العاصمة
الجزائر. وأضافت أنه كان يبلغ من العمر حينها 14 عاما.
"الجزائر خسرت حسين"
ورث حسين المعرفة
والثبات على المبادئ" من جده، بحسب ما يقول بوسعد الذي كان يتلقى التعازي
الجمعة مع وصول المئات إلى القرية قبل أسبوع من الدفن.
وأضاف من دون أن
تفارق الابتسامة وجهه أمام المعزين من كل الأعمار والمستويات الاجتماعية "كل
الجزائر خسرت حسين، وليس عائلته فقط".
معارك
آيت أحمد من أجل استقلال الجزائر
يعد حسين آيت أحمد
أحد رجالات استقلال الجزائر. انتسب في سن 17 عاما إلى حزب الشعب الجزائري بقيادة
مصالي الحاج، ودعا منذ 1948 إلى الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي.
وكان القائد الأول
للمنظمة شبه العسكرية والسرية التي انبثق عنها جيش التحرير الوطني في 1954.
حكم عليه غيابيا
فغادر إلى القاهرة في 1951 ثم انضم إلى جبهة التحرير الوطنية، وشارك في إعلان حرب
الاستقلال في نوفبر 1954.
وفي أكتوبر 1956
أوقفته السلطات الاستعمارية الفرنسية بعد اعتراضها طائرة كانت متجهة إلى المغرب.
تأسيس
"جبهة القوى الاشتراكية" والفرار إلى لوزان
في قريته الأصلية،
أسس حسين آيت أحمد "جبهة القوى الاشتراكية" في العام 1963.
تقول سيدة مسنة من
العائلة إن "جنود الرئيس أحمد بن بلة أوقفوا جميع أبناء إخوته".
وأوقف هو نفسه في
العام 1964 وحكم عليه بالإعدام ثم أعفي عنه. هرب في نيسان/أبريل 1966 واستقر في
لوزان.
آيت
أحمد بين الجزائر والمنفى
عاد في 1989 إلى
الجزائر في نهاية حكم الحزب الواحد الذي تلاه ما يعرف باسم "الربيع
الديمقراطي"، وشارك حزبه في انتخابات الولايات في 1990 ومن ثم في الانتخابات
النيابية في 1991 والتي فازت فيها "جبهة الإنقاذ الإسلامية". وألغت
الحكومة نتائج الانتخابات لقطع الطريق على قيام جمهورية إسلامية في الجزائر.
هاجم آيت أحمد
القرار حينها باعتباره "انقلابا" وطالب بمواصلة العملية الانتخابية،
فاتهم بالدفاع عن الإسلاميين.
في يوليو 1992 اتجه
مجددا إلى المنفى بعد أسابيع من اغتيال رفيق دربه الرئيس محمد بوضياف الذي عاد إلى
الجزائر من منفاه المغربي.
وفي 1995 وإبان
الحرب الأهلية، وقع اتفاق "سانت إيجيديو" في روما مع أحزاب جزائرية
بينها "جبهة الإنقاذ الإسلامية" المنحلة، لمطالبة الحكومة ببدء مفاوضات
لإنهاء الحرب الأهلية التي أوقعت 200 ألف قتيل.
وفي 1999 ترشح
للرئاسة، لكنه انسحب إبان الحملة الانتخابية معتبرا أن الانتخابات مضمونة لمرشح
النظام عبد العزيز بوتفليقة.
الرئيس الجزائري عبد
العزيز بوتفليقة أشاد بالمعارض البارز حسين آيت احمد الذي توفي الأربعاء الماضي،
معتبرا أنه "قامة تاريخية بأبعاد إنسانية وسياسية"، معلنا الحداد الوطني
لثمانية أيام.
(فرانـس24/
أ ف ب)


0 التعليقات:
إرسال تعليق