قضية القراءة بالمغرب..

النشـرة الإعلاميـة..

معـرض الكتـاب

قضية القراءة بالمغرب..

تقرير عن مشاركة شبكة القراءة بالمغرب في الدورة 21 للمعرض الدولي للنشر والكتاب

 بالدار البيضاء 

النشـرة الإخبـارية / مراسلـة خاصـة

انخرطت شبكة القراءة بالمغرب بقوة وحيوية في فعاليات الدورة 21 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء عبر برنامج ثقافي حافل هدفه جعل الرواق المخصص للشبكة منبرا حيويا لتفعيل الشعار المركزي للشبكة: جميعا من أجل مغرب يقرأ. وقد دشن مكتب الشبكة مشاركته بإصدار بيان هام أطلق عليه "من أجل الحق في القراءة" شدد فيه على أن القراءة حق لا ينفصل عن الحق في المواطنة وعن مشروع بناء مجتمع المؤسسات وترسيخ قيم العدل والحرية والكرامة والسلام.

ولأن فلسطين كانت ضيف شرف في الدورة لمعرض الكتاب، فقد حرصت الشبكة أن تكون القضية في مقدمة نشاطاتها، فنظمت في الرابع عشر من فبراير، بشراكة مع المكتبة الوسائطية لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، ندوة حول موضوع الحب في الأدب الفلسطيني، بمشاركة عدد من المبدعين المغاربة والفلسطينيين من بينهم المبدعة والأستاذة لطيفة لبصير التي تحدثت بطريقتها الاستكشافية ولغتها المنسابة عن علاقة الحب بالموت في الزمن الفلسطيني. كما تحدث الروائي الفلسطيني ورئيس اتحاد الناشرين في غزة حاملا هموم الحبيبة رفيقة وأما ووطنا. وتحدث أيضا للكاتب الفلسطيني سمير الجندي القادم من مدينة القدس ليحدثنا عن الحب والأرض والحياة. كما تحدثت خلال الندوة الشاعرة المغربية الرقيقة رجاء الطالبي عن الحب والكتابة.  ولان اللقاء يحمل عبق فلسطين فقد شهد حضورا، مكثفا بينه عدد كبير من المثقفين والمهتمين.

اليوم الموالي، الأحد كان حافلا بالأنشطة، دشنه تلاميذ من مدينة تيفلت بعرض أذهل الحضور، عرض احتفالي برواية "مرايا الظلال" للكاتب عبد الغني عارف، أعقبه عرض مسرحي " لا يا وطن لا" من إعدادهم وتشخيصهم وبحضور جمهور من التلاميذ والمهتمين من أعضاء شبكة القراءة ومركز أجيال21 للثقافة والمواطنة

نفس اليوم كان الجمهور على موعد مع لقاء مفتوح وحوار غني مع فنانين في ندوة حوارية  حول علاقة الفنان والمبدع المغربي مع الكتاب والقراءة، تم خلالها التشديد على أن مستوى الفن مرتبط بشكل وثيق بالمستوى الثقافي للمبدع وحرصه إلى تطوير وصقل مواهبه بالإطلاع والقراءة، وكذلك بمدى انتشار تقاليد القراءة والمتابعة في المجتمع كما تم الـتأكيد على لأن الفنان يمكن أن يقوم بدور مهم في تحبيب القراءة لدى الشباب. وقد شارك في اللقاء على وجه الخصوص الفنانة ثريا الحضرمي والمخرج عز العرب المحارزي، وادار اللقاء الإعلامي أحمد علوة.

وقبل أن تغرب شمس اليوم نفسه، كان الأطفال على موعد شيق مع ورشة الحكي والقراءة نشطتها وأدارتها المبدعة فيروز فوزي، ولقيت تجاوبا وتفاعلا من طرف جمهور من 80 تلميذ وتلميذة حضروا من مدينة دمنات بدعوة من شبكة القراءة.

المبدعة فيروز ستعود في اليوم الأخير للمعرض لتساهم ضمن أنشطة الشبكة في لقاء حول إستراتيجية القراءة عبر حوار أداره الكاتب مهدي الكورتي.

وبشراكة مجددة مع المكتبة الوسائطية لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، نظمت شبكة القراءة بالمغرب ندوة هامة يوم الأربعاء 18 فبراير حول " حضور المثقف في الكتاب المدرسي" أسهم فيها عدد من المتخصصين والباحثين، من بينهم الأستاذ رشيد الإدريسي والأستاذ نور الدين ضرار، بالإضافة إلى حضور لافت بكمه ومساهمته في الحوار

وفي نفس اليوم الأربعاء 18 فبراير شاركت شبكة القراءة بالمغرب في برنامج حواري حول القراءة بالمغرب على لوكس راديو والذي نظم على هامش الدورة 21 للمعرض وشارك فيه وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، مدير دار النشر ملتقي الطرق عبد القادر الرتناني، مديرة دار النشر يوماد نادية السالمي، ومدير المدرسة العليا للصحافة جيوم جوبان والكاتب والناشر هشام حذيفة.

بالموازاة مع كل هذه الأنشطة والاهتمام الواسع الذي رافقها، نظمت القراءة بالمغرب بتعاون مع نادي "أليف" للقراءة، فعالية متميزة بكل المقاييس، تمثلت في تنظيم الدورة الأولى لمسابقة القراءة التي شارك فيها أكثر من سبعين من الفتيات والفتيان، استعرضوا قراءاتهم ومستويات شغفهم بالقراءة والكتاب. وقد أشرف على اختيار الفائزين الذين أعلن عنهم في حفل كبير يوم السبت 21 فبراير، ثلة من الأساتذة والمثقفين. وتكلف بتسليم الجوائز إلى الفائزين الستة عشر، عدد من الكتاب المبدعين الذين حضروا بكثافة ليشاركوا الأطفال والشباب شغف القراءة ومنحهم القدوة في التعلق بالكتاب. وبالفعل كان يوم الإعلان عن الجوائز عرسا حقيقيا للاحتفاء بفعل القراءة وبالكتاب والقراء والمبدعين. ولم تكن الجوائز هي محور الحفل، بل فعل القراءة كقيمة إنسانية ونمط حياة وسلوك.

أما اليوم الأخير من أيام المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء، فقد بادر الشباب من أندية وجمعيات ناشطة في مجال القراءة، نذكر منها إلى جانب شبكة القراءة، مبادرة القراءة للجميع، نادي الوعي الطلابي، نادي القراءة بكلية العلوم عين الشق، ومبادرة الفلسفة في الزنقة لاتحاد الطلبة من اجل تغيير نظام التعليم، وجمعية الرواد الشباب المغاربة وغيرها، واستلموا مشعل المبادرة، بالتنظيم والتسيير وإدارة الحوار في لقاء شيق تحت شعار "الشباب يتحرك من أجل القراءة"،  فابهروا الجمهور الكثيف الذي تابع اللقاء الحواري الذي ضم هؤلاء الشباب، بوعيهم العميق وحسهم بمسؤولياتهم فرادى وجماعات أمام مهمات تنمية القراءة والتحفيز عليها وتوسيعها، باعتبارها المدخل الرئيسي والأول للنهوض وتشييد مجتمع المواطنة والمؤسسات. كما كان اللقاء فرصة سانحة لتلاقح التجارب وإغناءها وبلورة مشاريع مشتركة للعمل الجماعي بما يخدم قضية القراءة.

كما شهد نفس اليوم لقاء متميزا ومثيرا للاهتمام تمثل في عرض كتاب (Auteurs à 100%) وهو مؤلف شاركت فيه مجموعة من الأقلام المغربية الموهوبة نذكر من بينهم رضى دليل، هشام طاهر، عبد الله بيضا، نجاة الديالمي، موحا سواج، مختار الشاوي، غزلان التازي، المهدي الكورتي..وغيرهم. وقد شارك في اللقاء الناقد جون زاغانياريس والناشر فيليب بروك والكاتب الشاب المهدي الكورتي. ويدخل الكتاب ضمن حملة تضامنية وتحسيسية لصالح تعليم الأطفال من الأسر المحدودة الدخل ومحاربة مظاهر الهدر المدرسي، وسيخصص ريع هذا الكتاب الجماعي لتمويل مشاريع تخدم هذا الهدف. ولم يكن صدفة أن تم إطلاق هذه المبادرة الإنسانية والإعلان عنها في حضور الشباب الناشطين من الجمعيات والأندية المعنية بالقراءة، إّذ سيكون هذا الكتاب الجماعي أداة أخرى لشق دروب المعرفة وأنهار القراءة لتصل للجميع ويندمج فيها الكل كحق وليس امتيازا.

لقد ظل رواق الشبكة بالمعرض مفتوحا باستمرار يتناوب على استقبال الزوار فيه أعضاء الشبكة وعرف لقاءات متعددة مع أصدقاء الشبكة من مدن مختلفة وكان نقطة انطلاق لتأسيس أربعة فروع جديدة للشبكة ببرشيد، خريبكة، أيت ورير وطنجة.

  ويمكن القول بشكل عام أن مشاركة شبكة القراءة بالمغرب في الدورة 21 للمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء، كانت ملفتة وفعالة وناجحة، كما أن المعرض كان بالنسبة لها محطة في سياق التحضير الجاري لتنظيم المناظرة الوطنية الأولى حول القراءة بالمغرب المتوقع عقدها في شهر ابريل القادم.

 زهير التجاني

 عضو بشبكة القراءة بالمغرب