مــدارات..
معـرض الكتـاب
سؤال الثقافة ببلادنا
سيظل مطروحا لا تنفع معه لا الخطابات الموسمية ولا الأرقام المتفائلة
سؤال الثقافة ببلادنا مرتبط كغيره من القضايا
والأسئلة بمسألة الإرادة السياسية الغير متوفرة حاليا
يكتبهـا للنشـرة: محمـد عطيـف
الستار على فعاليات الدورة 21 للمعرض الدولي
للنشر والكتاب بالدار البيضاء، وبطبيعة الحال ستطلق وزارة الثقافة، كعادتها كل سنة،
العنان للتصريحات المتفائلة، من قبيل نجاح المعرض، وعدد الزوار، وعدد الكتب المعروضة
والمباعة، وعدد الندوات وعدد التوقيعات وغير ذلك من الأرقام التي ستبرر بها الوزارة وجودها
والميزانية المخصصة لها.
بطبيعة الحال كل هذا جميل، كما في الأغنية الشهيرة: كلام جميل وكلام معقول مقدرش
أقول حاجة عنو لكن، لكن كل هذا لا يجيب على
سؤال الثقافة ومشكل القراءة ومشكل الكتاب طباعة وتوزيعا .
إن هذا السؤال الجوهري، سؤال الثقافة ببلادنا،
سيظل مطروحا لا تنفع معه لا الخطابات الموسمية ولا الأرقام المتفائلة.
ولنطرح بعض الأسئلة على مسؤولي وزارة الثقافة
لندرك حجم المشاكل المطروحة في هذا المجال الحيوي والهام :
أولا: كم عدد العناوين التي تطبع ببلادنا
سنويا في شتى مجالات الثقافة والمعرفة، وكم عدد النسخ التي تطبع بالنسبة لكل عنوان؟
ثانيا: ما هي نسبة هذا العدد من العناوين
والطبع مقارنة مع عدد السكان ببلادنا، ومقارنة مع دول أخرى عربية وأجنبية؟
ثالثا: كيف هي وضعية المثقف والكاتب المغربي
الاجتماعية والاعتبارية، وهل يتوفر على حقوق وعلى حماية اجتماعية تبعد عنه شبح الاحتياج
للمساعدة التي قد تقيد إبداعه وحريته التي تعتبر أهم شيء يتوفر عليه؟
رابعا: ما علاقة الدولة والحكومة ومختلف
المؤسسات والفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين بالثقافة والمثقف؟
خمسا: ما هي نسبة القراءة لدى المغاربة
مقارنة مع شعوب دول أخرى عربية وغير عربية، وماذا فعلت وزارة الثقافة لتحسين هذه النسبة
عدا الخطابات والندوات التي لا تجدي نفعا؟
هذه بعض الأسئلة من أخرى كثيرة يطرحها
المثقفون والكتاب المغاربة الذين يعيشون معاناة حقيقية جراء تجاهل أوضاعهم وإبداعاتهم،
وبسبب تهميشهم من طرف الماسكين بزمام الأمور وأصحاب القرار ببلادنا، حكومة ومنتخبين
وغيرهم، والذين لا يدركون أو يتجاهلون أهمية الثقافة والفن في حياة أي مجتمع .
إذن سؤال الثقافة ببلادنا مرتبط كغيره من القضايا والأسئلة بمسألة الإرادة السياسية
الغير متوفرة حاليا، وإلا فإن الحلول كثيرة وبسيطة، من بينها على سبيل المثال لا الحصر،
ولتشجيع المثقف ونشر الكتاب وتوسيع نسبة القراءة، لماذا مثلا لا تقوم الجماعات المحلية
والقروية، وهي بالآلاف، باقتناء نسخ قليلة من أي كتاب يطبع في بلادنا وإنشاء مكتبات
شعبية في الدوائر التي تقع تحت وصاية هذه الجماعات؟
هذا إجراء لن يكلف هذه الجماعات، المفروض
أنها تخدم مصالح السكان، بضعة آلاف من الدراهم لن تمثل شيئا بالنسبة للميزانية المخصصة
لها. ويمكننا أن نطبق هذا الاقتراح على جهات أخرى كثيرة كالوزارات والمؤسسات الاقتصادية
وغيرها كثير .
إنه اقتراح من اقتراحات أخرى كثيرة من
شأن تفعيلها أن ترفع نسبة طبع الكتب ومن نسبة القراءة بما يفيد المجتمع وهو يواجه العديد
من التحديات، وعلى رأسها، تحدي مواجهة الأفكار الرجعية التي تدمر المجتمعات وتقتل روح
المواطنة ومقاومة الجهل والتخلف .
0 التعليقات:
إرسال تعليق