google.com, pub-6282892942598646, DIRECT, f08c47fec0942fa0 السيناريست المغربية نادية لمهيدي:"رانيا" تحرر النساء العاملات من الخوف والاستبداد والتجاوزات والقهر | الوقائع بريس الفنية والرياضية
الرئيسية » » السيناريست المغربية نادية لمهيدي:"رانيا" تحرر النساء العاملات من الخوف والاستبداد والتجاوزات والقهر

السيناريست المغربية نادية لمهيدي:"رانيا" تحرر النساء العاملات من الخوف والاستبداد والتجاوزات والقهر


سينمـا..

السيناريست المغربية نادية لمهيدي:"رانيا" تحرر النساء العاملات من الخوف والاستبداد والتجاوزات والقهر


النشـرة الإخبـارية

العبور من الكتابة إلى الإعلام، من الكتابة إلى الصحافة إلى الكتابة بالصورة والكتابة للشاشة، هي القاسم المشترك وهي أدوات للتعبير ولإيصال رسالة ما.
 الحكي وطريقة حكي قصة تأخذ سبل متعددة الكتابة السينمائية والكتابة للصور، هذا شكل من أشكال الكتابة. فلم يكن أي إشكال نهائيا وأنا بطبعي إنسانة حكواتية، أحكي ومستمعة جيدة للقصة ، وحتى من خلال تعاملي كمدرسة للصحافة المكتوبة وهذا عمق مهنتي. وهو حكاية قصص للمتلقي بكل أشكاله.
"رامينا" جاءت فكرته من خلال برنامج تلفزيوني يتعلق بالمرأة وتموقعها في  المقاولة الاقتصادية، وبشكل أدق تأثير تحديث تحديث المقاولة على كرامة المرأة.
ومن حسن الصدف أن لي أخا يعمل في مجال الصيد البحري، ففي إطار عشاء عائلي يحكي لي عن تدابير النهوض بالمرأة العاملة في مجال التصبير تصبير السمك. فأنا التقطت الفكرة وقلت لماذا لا..؟ قطاع الصيد يخضع لمبادرات متعددة للتحديث والعصرنة والنهوض بالمرأة العاملة في مجال الصيد البحري.
وفي معامل التصبير بمدينة أسفي  التي عرفت تراجعا كبيرا، ومن أول الناس الذين تأثروا بهذا التراجع هو  المرأة العاملة.
لماذا قصة "الراية البيضاء"؟ هي ليست تعبيرا عن الاستسلام بل بالعكس هي تعبير مجازي أولا، عن المقاومة والصمود والاشتغال ساعات طويلة، لمواجهة تلك الصورة التي تكونت عن  المرأة المغربية العاملة في معامل التصبير، بأنها (كونها) امرأة تنطلق منها رائحة كريهة ، لأنها دائما تعيش في البلل  وتعيش في ظروف قاسية. هي إذن، قصة مقاومة.
 وهي ثانيا، "الراية البيضاء" في معامل التصبير بأسفي ترفع الراية البيضاء فوق المصانع  (دلالة) ولإعلان وصول البواخر للميناء وهي إشارة للنساء العاملات كي ينزلن غلى العمل، وهن ينزلن في أية ساعة ، ممكن أن يشتغلن بالليل أو في النهار.
الجميل أن "رانيا" بطلة فيلم "الراية البيضاء" هي شابة متعلمة وجامعية تحصل على شهاداتها الجامعية ولا تجد عملا،  فتضطر أن تأخذ مكان والدتها التي اشتغلت بمعامل التصبير لمدة 47 سنة.
فلما تنزل "رانيا" مع عاملات السردين تكون في حالة ترقب دائمة، حتى تأخذ موقع قدم لها في المصنع فتتعرض لكثير من المعاناة، التحرش المهني التحرش اللفظي والتحرش الجنسي، من طرف شخص "الداودي" الحارس داخل المعمل.
فكانت لها طريقة أخرى خاصة، للتعامل وليس الخنوع أو "تنزل يديها" أو الاستسلام... كانت لديها الرغبة في تغيير ذلك الواقع، وبالتالي فتحت "رانيا" المجال للنساء كي يعبرن عن معاناتهن وعن رفضهن لواقع العاملات المزري داخل معامل التصبير. لأن ظروفهن الاجتماعية "ولقمة الخبز" هي التي تجبرهن على أن يستحملن كل هذه التجاوزات وهذا القهر اللفظي والمهني وحتى الجنسي الممارس عليهن.
الجميل هو أن معامل التصبير كانت في طور العصرنة والتحديث، ووصول "رانيا" العاملة الشابة الجامعية صادف هذه الحركية والدينامية الاقتصادية، وحرر النساء العاملات اللواتي أصبحن زميلات لرانيا من الخوف والتجاوزات القهر الذي كان يمارسه عليهن "الداودي".
فنحن رأينا في فيلم "الراية البيضاء" أن معمل تصبير السردين الذي ستنزل إليه "رانيا" الشابة المتعلمة، بمجرد ما تم تثبيت آلة "البوانتاج" في مدخل الباب الذي تدخل منه العاملات، وهي آلة إلكترونية تضبط مواقيت دخول وخروج النساء العاملات، كيف "فالداودي" الحارس المراقب المستبد وقاهر النساء، تم تجريده من قوة الضغط التي كان يمارسها على النساء. لأنه كان يقتطع من أجورهن وكان يصرف لهن أجورهن حسب أهوائه الأنانية وحسب نزواته الجنسية والمرضية.
فالعصرنة ترد للمرأة اعتبارها وكرامتها، وتجعلها تشتغل في ظروف مواتية، ظروف أجمل وأليق بكرامتها.
ساهم بنشر المشاركة :

0 التعليقات:

إرسال تعليق