Média
رحيل
الفنانة خديجة البيضاوية
والموروث العيطي يفقد واحدة من أيقوناته
Maafennan /
النشرة الفنية والرياضية
بعد معاناة قاسية مع المرض
اللعين، أسلمت الفنانة الشعبية خديجة البيضاوية الروح لبارئها، ووري جثمانها الثرى
يوم السبت 15 أكتوبر 2022 بمقبرة الشهداء بمدينة الدار البيضاء، إثر وفاتها في الساعات
الأولى من نفس اليوم بالمستشفى العسكري بالرباط.
الراحلة الفنانة خديجة البيضاوية
هي واحدة من أيقونات العيطة المرساوية، كانت بدايتها الفنية مباشرة بعد وفاة زوجها في منتصف السبعينيات القرن
الماضي.
خديجة البيضاوية التي تتلمذت على يد العديد من شيوخ العيطة، وأصبحت
رائدة من رواد فن العيط ببلادنا.
ورأت خديجة البيضاوية
النور، سنة 1953 بحي بن مسيك - سباتة بمدينة الدار البيضاء، حيث كانت انطلاقة مجموعة
من شيوخ فن العيطة.
نشأت في أسرة محافظة ومتواضعة،
عاشقة لموسيقى الفنان الراحل بوشعيب البيضاوي، ايقونمة الطرب والمسرح الشعبي المغربي.
ورغم أنها تعلمت أساسيات العيطة
من خلال حفظ موروث بوشعيب البيضاوي، وتقليد المطربين الذين سمعتهم يحيون ليالي أعراس
الحي، فإن خديجة البيضاوية اضطرت إلى التخلي عن طموحاتها الإبداعية بمجرد زواجها، لأن
زوجها لم يسمح لها حتى بحضور المناسبات الموسيقية.
عـن Snrt News
في سنة
1979، وعندما توفي زوجها، وسنها لم يكن يتجاوز الثلاثين، سيتغير الوضع.
حينها ظهرت خديجة
البيضاوية في الأماكن العامة، دون علم عائلتها، راقصة ترافق شيخة مشهورة تنتمي إلى
الحي الذي كانت تقطنه.
ورغم أن
الرقص في الأعراس وفر لها المال الوفير كل مساء، فإنها كانت تذرف الدموع مع نهاية كل
عرض، لشعورها بالخجل، على اعتبار أن عائلتها كانت تعد الغناء والرقص في الأماكن العامة
أمرا لا يليق بها.
استمر الوضع
كما هو عليه، من خلال مواصلة خديجة البيضاوي الرقص، قبل أن تمر إلى أداء أغنيات العيطة
فوق خشبة المسرح، نهاية 1979. وهنا سيصبح لهذه الشيخة مسار آخر، وحضور آخر، واسم له
كيانه ووجدانه ومعناه.
انطلقت خديجة
البيضاوية في مسارها مع أداء العيوط. وتمكنت، بعد 10 سنوات، من تكوين مجموعتها الخاصة،
وإطلاق أزيد من 10 أشرطة كاسيت، ليتم الاعتراف بها على أنها النجمة الصاعدة للعيطة
المرساوية.
أحيت خديجة
البيضاوية، على مدار مسارها الغني، سهرات داخل المملكة وخارجها، لفائدة الجالية المغربية
في فرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وإسبانيا، ودول أخرى. كل ذلك، جعلها تحصل على صفة
عميدة العيطة المرساوية عن جدارة واستحقاق.
وفاة خديجة
البيضاوي يعني رحيل مكتبة فنية مغربية تراثية جمعت الكثير من العيوط التي يصعب على
غيرها أداءها، بل حفظها وتمثلها. هو رحيل إنسانة كان مشهودا لها بالكثير من الود والمحبة
والعطاء، بكاها فنانون عرفوها وخبروا مشاعرها النبيلة وقلبها الكبير.
Sport Et Art
0 التعليقات:
إرسال تعليق