google.com, pub-6282892942598646, DIRECT, f08c47fec0942fa0 عبد الله إبراهيم رجل رفض المرتب الذي كان يتقاضاه كرئيس حكومة | الوقائع بريس الفنية والرياضية
الرئيسية » » عبد الله إبراهيم رجل رفض المرتب الذي كان يتقاضاه كرئيس حكومة

عبد الله إبراهيم رجل رفض المرتب الذي كان يتقاضاه كرئيس حكومة

النشـرة الإعلاميـة..
مــدارات..
من لا ذاكرة له لا مستقبل له 
عبد الله إبراهيم رجل رفض المرتب الذي كان يتقاضاه كرئيس حكومة


كان رئيسا للحكومة ويتنقل بالقطار بدل سيارة فاخره وسائق أنيق

يكتبـها للنشـرة: محمـد عطيـف
عبد الله إبراهيم رجل سياسي مفكر ومثقف امتاز بتواضعه ( 1918 - 2005 )
بداية لا بد من الإشارة إلى أن عبد الله إبراهيم لم ينل حظه من الإعتراف ومن التكريم الذي يليق به كوطني شريف ساهم في النضال من أجل استقلال بلادنا وبعد الاستقلال واصل نضاله من أجل العدالة و الكرامة والديمقراطية إلى جانب ثلة من الوطنيين الشرفاء أمثال المهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي ومحمد البصري وغيرهم كثير، نساء ورجالا.
عاش عبد الله إبراهيم 87 عاما بدأها بالتحاقه بالعمل الوطني بمراكش ولم يبلغ بعد 16 سنة، حيث عرفت مسيرته عدة محطات هامة من بينها:
- مشاركته في الحركة الوطنية وفي تأسيس حزب الاستقلال، إلى جانب كونه أحد الموقعين على وثيقة الاستقلال في 11 يناير 1944.
- تعرضه للاعتقال في عدة مناسبات بسبب نشاطه الوطني، وخاصة سنوات 1936، 1937، 1939، 1944 و 1952.
- مشاركته في تأسيس الإتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1959 وانتخابه أمينا عاما له في مؤتمره الثاني سنة 1962، وكان له دور رئيسي في تأسيس الكتلة الوطنية سنة 1970، كما شارك في تأسيس الكتلة الديمقراطية سنة 1992. حيث تعتبر هذه المحطة آخر نشاط سياسي له، فقد تقاعد عن السياسة وتفرغ للتدرس والبحث الأكاديمي.
مشاركته منذ الاستقلال في الحكومة الائتلافية الأولى والثانية، وفي 24 دجنبر 1958 تحمل مسؤولية الوزارة الأولى في تجربة حكومية استمرت إلى غاية 20 ماي 1960 وشارك فيها عبد الرحيم بوعبيد نائبا لرئيس الحكومة ووزيرا للاقتصاد والمالية، حيث ورغم الظرف الانتقالي الصعب الذي جاءت فيه، والذي يتميز بمعارضتها من طرف عدة جهات، فقد استطاعت أن تنجز عدة قوانين هامة وأن تنشئ عدة مؤسسات وطنية وأن تفصل العملة الوطنية عن العملة الفرنسية، إلى جانب مشاريع أطلقتها وتم توقيفها بعد إجهاض التجربة للأسف.
ويكفي هنا أن أشير إلى أن العديد من القوانين والظهائر الهامة تحمل تاريخ 1959.
ويقول الأستاذ محمد بن سعيد آيت يدر عن هذه التجربة: "إن إقالة حكومة عبد الله إبراهيم هي إيقاف لمسلسل التحرر الاقتصادي والاجتماعي للبلاد".
هذه نبذة مختصرة عن تجربة رجل عاش مرحلة ما أحوجنا لقراءتها من جديد، رجل رفض المرتب الذي كان يتقاضاه كرئيس حكومة، وعاد إلى الكلية أستاذا كما كان دائما يتنقل بالقطار بين الدار البيضاء والرباط، حيث كثيرا ما كنت أراه في المحطة - كما كان يراه غيري دون شك - ولكن قليل من يعرف أن هذا الرجل كان في يوم من الأيام العصيبة التي عاشتها بلادنا وعاشها مناضلوها الوطنيون الشرفاء، كان رئيسا للحكومة ويتنقل بالقطار بدل سيارة فاخره وسائق أنيق.
نتداول اليوم كثيرا نماذج لرؤساء حكومات ووزراء في بعض الدول الأوربية يتنقلون عبر الميترو أو بواسطة القطار وننسى أننا عرفنا رجالا من هذه الطينة ربما قبل هذه الدول نفسها. لنتذكر ونفتخر لننهض من جديد.

 الر احل عبد الله إبراهيم





ساهم بنشر المشاركة :

0 التعليقات:

إرسال تعليق