مــدارات..
8 مــارس
الواقع اليوم يفرض أن يعود المثقف والفنان إلى دوره الأساسي والجوهري، وهو نشر أفكار الحرية والحداثة والديمقراطية
محسنة توفيق نموذج للفنانة الملتزمة بقضايا وطنها العربي
الممثلة محسنة توفيق إلى جانب الزميل محمد عطيف
|
يكتبـها للنشـرة: محمـد عطيـف
ونحن نحتفل اليوم بثامن مارس العيد العالمي للمرأة، تذكرت
فنانة مصرية متألقة ومثقفة، وهي الممثلة محسنة توفيق التي أبدعت في أدوار كثيرة، منها
أفلام "العصفور" و"إسكندرية ليه" و"وداعا بونابارت"،
ومسلسلات "ليالي الحلمية" و"المرسي" و"البحار" و"اللص
والكلاب" وغير ذلك من الأدوار التي أبدعت فيها.
لقد أتيحت لي الفرصة للالتقاء بها والتحدث معها على هامش
المؤتمر القومي العربي الذي انعقد بمدينة الدار البيضاء ما بين 19 و 21 مارس 1999 وكانت
نموذجا للفنانة الملتزمة بقضايا وطنها العربي، تناقشها مع كبار السياسيين والمفكرين
العرب الذين كانوا يحضرون المؤتمر.
اليوم، وبعد كل هذا التراجع الذي يعيشه عالمنا العربي،
والذي أصبح معه يبدو مثل صحراء قاحلة، تعبرها الدبابات و تنبث فيها الصواريخ والجراح،
ما أحوجنا إلى فنانين ومثقفين ملتزمين يواجهون بشجاعة هذا الواقع المتردي، ويرفعون
صوتهم عاليا مهما كانت الظروف، ومهما كثرت الضغوط والتهديدات.
اليوم كذلك أين هو المؤتمر القومي العربي الذي كان ينعقد
في العديد من الدول العربية، وتحضره نخبنا الفكرية لتناقش واقع أمتنا العربية والتحديات
التي تواجهها.
بكل تأكيد أن الواقع اليوم، والذي حلت فيه الأسلحة محل
الحوار، والأفكار الظلامية المتخلفة محل الأنوار، هذا الواقع يفرض أن يعود المثقف والفنان
إلى دوره الأساسي والجوهري، وهو نشر أفكار الحرية والحداثة والديمقراطية. بدل الغوص
والخوض في أمور تافهة كما نعيش اليوم مع الأسف. فالصراع اليوم في جوهره فكري والمسؤولية
الملقاة على عاتق نخبنا الفكرية والثقافية والفنية، والملقاة على عاتقنا جميعا، مسؤولية
كبيرة إن نحن أردنا أن نجنب أبناءنا مآسي واقعنا المرير اليوم.
تحية لهذه الفنانة الملتزمة التي أحترم كثيرا أداءها وأدوارها
الهادفة، والتي جعلتني بهذه المناسبة أثير موضوع دور الثقافة والفن في حياة الشعوب
والأمم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق