google.com, pub-6282892942598646, DIRECT, f08c47fec0942fa0 معركة تحرير اللغة والثقافة العربية من الاستعمار الجديد | الوقائع بريس الفنية والرياضية
الرئيسية » » معركة تحرير اللغة والثقافة العربية من الاستعمار الجديد

معركة تحرير اللغة والثقافة العربية من الاستعمار الجديد

مــدارات..
معركة تحرير اللغة والثقافة العربية من الاستعمار الجديد

يكتبـها للنشـرة: الزميـل محمـد عطيـف
أعود لموضوع كتبت عنه كثيرا، وهو موضوع الثقافة عموما، واللغة تحديدا، ذلك أننا نعيش انفصاما في شخصيتنا الثقافية واللغوية ما بين لغتنا الأم العربية ولغة مستعمرنا سابقا الفرنسية، مع ما يترتب عن ذلك من استلاب ومن ضرب لهويتنا وثقافتنا عن طريق ضرب لغتنا العربية .
لقد أكدت سابقا أنني لست متعصبا للغتي وهويتي، بل منفتح على جميع اللغات والثقافات التي تغني مداركي، ولكنني مع ذلك كنت أنبه إلى أن الانفتاح على لغات وثقافات أخرى لا يعني الذوبان والانصهار فيها حد فقدان لساننا العربي وثقافتنا وهويتنا الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، خاصة عندما يدخل ذلك في إطار سياسة مخطط لها بدقة وترصد لها ميزانيات ضخمة كما هو حال السياسة الفرنسية مع مشروعها الثقافي واللغوي الكبير المسمى الفرنكوفونية.
قرأت مقالا في جريدة "الأخبار" تحدث عن هذه السياسة الفرنكوفونية معززا بالأرقام، حيث جاء فيه أن فرنسا تخصص لمشروع الفرنكوفونية سنويا ميزانية قدرها 206 مليون أورو، 150 مليون أورو ( أي 75 في المائة ) مخصصة لمجال الثقافة الاتصال .
لنتأمل ذلك ولنطرح السؤال على أنفسنا: ماذا فعلنا لمواجهة هذه السياسة التي تستهدف ثقافتنا ولغتنا وهويتنا؟ وبالمقابل ماذا فعلنا لتشجيع ثقافتنا بمختلف تعابيرها ولغاتها الوطنية، وماذا فعلنا لتحصين لغتنا العربية؟ سؤال للتأمل والتفكير بجد لأن القضية ما تزال مطروحة، وستظل كذلك ما دام هناك من بيننا كمغاربة من يخدمون هذه السياسة الفرنكوفونية، إما عن جهل بخطورة ما يقومون به، أو أنهم يتقاضون مقابلا عن ذلك في شكل التمويل الكلي أو الجزئي لكتبهم الصادرة باللغة الفرنسية أو أفلامهم الناطقة كذلك باللغة الفرنسية والموجهة مع الأسف للمغاربة إمعانا في تكريس اللغة والثقافة الفرنسية في بلادنا .
إنني عكس الكثيرين الذين يعتقدون أن الموضوع لا يستحق كل هذا الاهتمام، أرى أنه يفرض معركة من نوع جديد قد نسميها معركة تحرير اللغة والثقافة العربية من الاستعمار الجديد الذي خرجت منذ ستين عاما تقريبا دباباته وجيوشه وتركت ثقافته ولغته ومعهما العديد من الأدوات المسخرة للإبقاء على استعمارنا فكريا، وهذا في عصرنا من أخطر أنواع الاستعمار .



ساهم بنشر المشاركة :

0 التعليقات:

إرسال تعليق