إذاعـة..
ذاكـرة محطـة
محطات تاريخية في مسار إذاعة الدار البيضاء بعين الشق
مسيرة أكثر من نصف قرن من العمل
الإذاعي صنعها الرواد منذ خمسينات القرن
الماضي
النشـرة الإخبـارية/ كتـب: سعيـد فـردي
نطلقت إذاعة الدار البيضاء منذ
الخمسينات من القرن الماضي وكان مقرها آنذاك بالوكالة الحضرية للمدينة حاليا، حيث كان البث مباشرا في عهد الحماية وكان الإذاعي المتميز،
الأستاذ مولاي أحمد العلمي، في تلك الفترة هو مذيع فقرات فنية وأدبية وقراءة
القرآن الكريم، وكان هو أول الإذاعيين والمذيعين بإذاعة الدار البيضاء، وكان جوق
امحمد زنيبر يقيمون وصلات موسيقية تحت مراقبة الحماية.
وبعد الحماية أصبح مقر الإذاعة
وراء المسرح البلدي حيث كان يقدم البرامج والتسجيلات الجوق العصري برئاسة المعطي
البيضاوي رحمة الله عليه، وكانت تنقل السهرات العمومية على أثير إذاعة الدار
البيضاء قرب العمالة قبل ما يعرف اليوم بالولاية، من مراسلات وربورتاجات وتغطية
للأخبار المحلية، ولزيارة ضيوف عرب ولقاءات مع منتخبي تلك الفترة..
وتحول مقر الإذاعة فيما
بعد من جانب المسرح البلدي حيث كان يراهن الكل على أن تكون الإذاعة بعين
الشق، فكانت بناية عين الشق الشهيرة وبها مقر للإذاعة منذ إنطلاق البث التلفزي،
أما البناية فكان فيها مختبر لتحميض الأفلام السينمائية. وتقدم برامج وسهرات خاصة
بالمعمرين بالألوان، وبعد ذلك بدأت الشركة تصنع أفلاما ووصلات إشهارية.
وفي الستينيات بدأ البث رسميا
بعد الاستقلال بأربع سنوات، أما بخصوص الإذاعة ففي عام 1976 تم تدشين الأستوديو
الجديد للبرامج والإرسال القريب من أستوديو تسجيل الأغاني العصرية في الطابق
الثاني لمحطة التلفزة. وفي سنة 1994 تم الانتقال إلى المقر الحالي، وهاهو الجيل
الجديد يتسلم المشعل ويواصل
المشوار الإذاعي لإذاعة مناضلة،
اسمها إذاعة الدار البيضاء.
على خطى الرواد
شامخة بتاريخها بروادها،
بملاحمها الإذاعية، بالعطاء والتضحية، بالجهد الفكري والإبداع الخلاق الذي يسير
على خطاه الجيل الحالي من الإذاعيين والإذاعيات، على خطى الرواد والمؤسسيين الذين
سلموا المشعل، مشعل الفعل الإذاعي المناضل والمشع، الملتزم بقضايا وهموم المواطنين
وانتظارات وتطلعات المستمعين، والانشغالات اليومية للناس البسطاء بساطة من بنوا
وأسسوا لهذه المحطة.
ستظل إذاعة عين الشق شامخة شموخ
بنايتها المنتصبة في عزة نفس وكبرياء، لم تنل منها السنون ولا تقلبات الطبيعة ولا
عاديات الزمن، ستظل شامخة، ذلك هو حال محطة إذاعة الدار البيضاء.
وبرغم دخول فاعلين جدد للمشهد
السمعي الوطني مع تحرير قطاع السمعي البصري الوطني، وظهور قنوات إذاعية خاصة على
الخط في تجربة هي الأول من نوعها في بلادنا، يصعب الحكم لها أو عليها مادامت لم
تحقق التراكم الكمي الكافي لمساءلة منتوجها الإذاعي وتقييم برامجها وموادها
الإعلامية، فإن إذاعة الدار البيضاء ماضية في دربها، تواصل مشوارها
الإعلامي، وتلعب الدور الذي ندرت كل طاقاتها وفعالياتها لعبه وهو دور التوازن في
الحقل الإذاعي الوطني، الذي من البديهي أن تقوم به مؤسسة إعلامية عمومية، تنتمي
للقطب العمومي وللشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. المغربية.
محطة الدار البيضاء لها من
التاريخ الإذاعي الوطني والتجربة الإعلامية الطويلة ما يجعلها قريبة من كل الشرائح
الاجتماعية ومن نبض الشارع، وفي قلب الحدث والتغييرات والتحولات التي يعرفها
المجتمع المغربي على مختلف الأصعدة والمجالات، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية
والثقافية والفنية.
إذاعيون وإذاعيات مروا من
استوديوهات عين الشق، وتركوا بصماتهم المهنية في العمل الإذاعي الملتزم بقضايا
الناس.ولازالت مسيرة
أكثر من نصف قرن من العمل الإذاعي بمحطة الدار البيضاء مستمرة برؤى حداثية
وتطويرية نحو ما هو راقي وملتزم.